رياض النفوس (صفحة 694)

وآخر: ما هو متعارف بين الخليقة، أن المعلم يعلم الصبيان القرآن فلا يزال يعلمهم حتى يكبر [الصبيّ].فيعطي الله عزّ وجلّ للصبيّ من الفهم بعامّ القرآن وبخاصّه وبظاهره وباطنه ما لا يقدر معلمه على علمه أبدا.

قال: فقال لي: فاذكر من عام القرآن وخاصّه شيئا؟

- قال: فقلت له: قال الله عزّ وجلّ: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ} فاحتمل أن تكون هذه الآية أراد بها عاما فلما قال الله عزّ وجلّ:

{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} الآية، علمنا بهذه الآية أنّ مراده في [الآية] الأولى خاص دون عام.

أراد ولا تنكحوا المشركات / غير الكتابيات حتى يؤمن.

- قال: ومن المحصنات؟

- قلت: العفائف.

- قال: المحصنات: المتزوّجات.

- قال: قلت: الإحصان [في كلام العرب]- التي بلسانها نزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015