وآخر: ما هو متعارف بين الخليقة، أن المعلم يعلم الصبيان القرآن فلا يزال يعلمهم حتى يكبر [الصبيّ].فيعطي الله عزّ وجلّ للصبيّ من الفهم بعامّ القرآن وبخاصّه وبظاهره وباطنه ما لا يقدر معلمه على علمه أبدا.
قال: فقال لي: فاذكر من عام القرآن وخاصّه شيئا؟
- قال: فقلت له: قال الله عزّ وجلّ: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ} فاحتمل أن تكون هذه الآية أراد بها عاما فلما قال الله عزّ وجلّ:
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} الآية، علمنا بهذه الآية أنّ مراده في [الآية] الأولى خاص دون عام.
أراد ولا تنكحوا المشركات / غير الكتابيات حتى يؤمن.
- قال: ومن المحصنات؟
- قلت: العفائف.
- قال: المحصنات: المتزوّجات.
- قال: قلت: الإحصان [في كلام العرب]- التي بلسانها نزل