رياض النفوس (صفحة 681)

قال: يجزيه ذلك (من) الطهارة. قال أبو عثمان: فقلت له: أيها الأمير فمن كان في جليل العلم بهذه الحال فكيف تنسب إليه غوامض العلم؟ قال:

فعرض لي بعض من حضر بشيء ذكره من غير معاني العلم. فقلت له: والله ما أملك فوق الأرض ولا تحت / الأرض شيئا، ولو أن لي عبدا أسود ما رضيت أن يتسفسف همته هذا التسفسف.

وكانت له مقامات في الدين مع الكفرة المارقين: أبي عبد الله الشيعي وأبي العباس أخيه وعبيد الله - لعنة الله عليهم - أبان فيها كفرهم وزندقتهم وتعطيلهم.

خرج جماعة من القيروان للقاء الشيعي - لعنة الله عليه - منهم:

أبو عثمان وحماس وابن عبدون، وكان أبو عثمان مهاجرا لابن عبدون، وذلك أنه حبسه، فقال ابن عبدون لأبي عثمان: تقدم يا أبا عثمان، فلم يجبه، فقال له: تقدم فليس هذا وقت مهاجرة، فلسانك سيف الله، وصدرك خزانة الله، وإنما أراد ابن عبدون بذلك أن يحرضه على مناظرة الشيعي.

ولمّا خرج لمناظرته خرج معه أهله وولده وهم يبكون فقال (لهم) لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015