رياض النفوس (صفحة 680)

قال أبو عثمان: فقلت له: أتدري ما عبارة «ويحك»؟ فما درى ما أقول.

(قال) فقلت له: أنت تتكلم في مجلس الأمير وأنت لا تدري ما عبارة كلمة تكلمت بها، ثم قلت له: أتحب أن أعرفك عبارتها؟ إن عبارة «ويحك» «ويلك» / وذلك أن العرب كرهت المخاطبة باللام فجعلتها مرة حاء ومرة تجعلها سينا فتقول: «ويسك».

قال: ثم جعل ابن الأشج يذكر أهل المدينة وأنهم لا يعرفون التأويل.

- قال أبو عثمان: فقلت: أيها الأمير أرأيت لو أن رجلا قيل له: احمل رطلا فقال: لا أستطيع، فقيل له: فكم تستطيع؟ فقال: حمل قنطار!

- قال: يكون هذا مخيلا.

- قلت: فقيل له فانظر هذا [الذي] بينك وبينه خطوة، قال: لا أراه، قيل له: و [من] كم ترى؟ قال: من فرسخ!

- قال: يكون هذا مخيلا.

قلت: وأبو حنيفة - رضوان الله عليه - يقول: من مسّ رأسه باصبعين حتى عمّ رأسه يريد بذلك تكملة طهارته أنه لا يجزيه حتى يمسح [رأسه] بأكثر كفه، قيل له: فمن ترك مسح رأسه ومضى في حاجة فأصابه رش بلّ رأسه؟ قال: يجزيه. قيل له: فمن مسح بإصبعي كفّيه خفّيه؟ قال: لا يجزيه.

قيل له: فمن مضى وهو تارك للطهارة فخاض نهرا وهو لا يريد طهارة؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015