رياض النفوس (صفحة 679)

فتبسم، وبيّن لي أنه فهم ما كلمته به، وابن الأشج يكرر القول ويبديه: يريد القول بالوقف، فأقبل عليّ ابراهيم بن أحمد فقال لي: أقول لك كما كنت أقول لابن طالب: أنت لا تضطرني / إلى مذهبك وأنا لا أضطرك إلى مذهبي.

قال: ثم أخذ ابن الأشج في مدح أهل العراق وتفضيلهم على أهل الحجاز فقال: لقد قال أسد: سألت مالكا فأجابني، وسألته عن أخرى فأجابني، ثم سألته عن مسألة أخرى فأجابني، فقال لي رجل كان واقفا على رأس مالك - رضي الله عنه -: إن أردت التشقيق فعليك بالعراق.

فقلت (له): أيها الأمير هذا وأصحابه يزعمون أن أبا بكر الصديق - رضوان الله عليه - إذا انفرد بخبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم تقم به حجة، وأن عمر - رضوان الله عليه - إذا انفرد بخبر لم تقم به حجة، وأن عثمان وعليا - رضوان الله عليهما - كذلك إذا انفردا وها هو ذا يريد أن يقيم الحجة في تفضيل أهل العراق على أهل مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلم بخبر رجل لا يعرف من هو من جميع البرايا. قال أبو عثمان رضي الله عنه: فما نطق ابن الأشج ولا أصحابه بكلمة غير قوله: ويحك يا سعيد، كأنه يريد دون هذا على تعظيم السلطان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015