رياض النفوس (صفحة 678)

أن يجيب فيجب عليه القتل. قيل لأبي عثمان وما أردت - أصلحك الله - بهذا الكلام؟ فقال: لأنه كل ما صرح فقال بأنه من الشجرة على الحقيقة كفر وزعم أن الله تبارك وتعالى لم يكلم موسى (وأنه) لم يفضله بكلامه.

(قال): ثم حوّل الأمير وجهه إليّ فقال لي: أقول لك كما قلت لابن طالب لا أقول مخلوقا ولا غير مخلوق. قال: فقلت له: لم؟ قال: لأن الله تعالى قال كلامي ولم يقل مخلوقا. ولا غير مخلوق. قال: فقلت له / فإن قال غيرك مثل ما قلت في علم الله سبحانه، (فقال) إن الله عزّ وجلّ لم يقل مخلوقا ولا غير مخلوق وسلك في العلم مسلكك في الكلام؟ (قال): فقال:

والله لو قال ذلك أحد لقسمته بسيفي، قال: فقلت له: ولم؟ قال: لأنه لو كان مخلوقا لكان قبل أن يخلق العلم جاهلا، لأن ضد العلم الجهل، قال:

فقلت له: فكذلك لا يقال في الكلام مخلوق لأنه لو كان مخلوقا لكان موصوفا قبل خلقه بضده وهو الخرس. وما لزم في العلم لزم مثله في الكلام.

ودليل آخر: إن العلم لا يعدو إحدى منزلتين: إما أن يكون صفة فعل كان من الله عزّ وجلّ فمن شك في (خلق) ذلك فهو كافر، ولعلم الله [و] قدرته، ومن شك فلم يدر ذلك مخلوق أو غير مخلوق فهو كافر. والكلام لا يعدو هاتين المنزلتين. فالواقف شاهد على نفسه بأنه تارك للقول بالحق حتما. قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015