رياض النفوس (صفحة 676)

وكانت له مجالس كثيرة مع أهل العراق من أهل القيروان، وأنا / أذكر منها مجلسا واحدا ليستبين الناظر في هذا الفصل موضع سعيد بن الحداد - رضي الله عنه - من العلم وقيامه بالحجة لأهل الحق. فمن ذلك مجلسه مع ابراهيم الأمير:

قال رحمه الله تعالى: دخلت على ابراهيم [الأمير] وكان حاضرا للمجلس ابن الكوفي، وهو قاضيه يومئذ، وابن الأشج وجماعة فلما دخلت عليه أومأ إليّ - ولم أقبّل له يدا ولا لغيره قط - قال: وأدناني حتى لصقت إلى سريره، ثم أخذ بعض النافية - وهم القائلون بخلق القرآن - فقال: أيها الأمير كثر التشبيه وفشا بالقيروان وقال قائلون كذا. وقال آخرون كذا. قال أبو عثمان: صرح النافي وكنيت أنا إجلالا لله عزّ وجلّ عن تشنيع أهل التعطيل على أولي السنّة، وعلمت أنه إنما أراد أن يحرك (بذلك) الأمير ليصل [منه إلى أمر يجد] به السبيل إلى كيد السنّة وإماتتها، فقلت له: أيها الأمير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015