رياض النفوس (صفحة 675)

ويعجب به وهو قوله: «لو أن الناس تكلموا في العلم / بصحة الفطن لقل اختلافهم فيه».

وكان يقول: ليس الفقه حمل الفقه وإنما الفقه معرفة الفقه والفطنة فيه والفهم بمعانيه، ويقول على أثر ذلك القول: رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال ذلك بقوله «نضرّ الله عبدا سمع مقالتي [هذه] فوعاها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه غير فقيه».قال: ويشهد لذلك أيضا قول علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه وأرضاه - إذ قيل له: «هل عندكم من رسول الله صلّى الله عليه وسلم شيء غير القرآن؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلاّ أن يؤتي الله عزّ وجلّ العبد فهما في كتابه».

وكان - رضي الله عنه - يقول: ما من شيء أحب إليّ من دفع الضلال بالحق ولو [أن] ضلالة ألقاها إبليس اللعين بالصين [ثم] وردت عليّ لكشفت (عن) باطلها وأظهرت حق الله سبحانه وتعالى فيها.

وكان كثير الرد على أبي حنيفة - رضي الله عنه - ولا يراه إماما. وكان يجل مالكا - رضي الله عنه - ويعظمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015