رياض النفوس (صفحة 674)

إلى أبي عثمان سعيد بن الحداد فتحقق ذلك واستقصاه كما يجب ثم قال لابنه عبد الله: يا بنيّ، قد علمت برّ هذا الشيخ بنا - يعني ابن طالب - وقد صار إلى ما صار إليه وقد ذهب أكثر عقله / وفهمه لعظيم محنته، وإنما يعدّ الناس الإخوان لمثل هذه الحال، فجئني بقرطاس ودواة، فأتاه بهما، فكتب إليه كتابا ذكر له فيه جميع جواب المسائل التي سأله عنها ابن عبدون وبيّن له الحجة في جميعها، فكان ممّا أمره أن يحتج به في أمر العباسي أن بني هاشم إنما حرّمت عليهم الصدقات إذ كان يصل إليهم سهم ذي القربي، فيأخذونه، فأما الآن فالصدقة جائزة عليهم وأخذهم لها حلال لحاجتهم إليها وقال لابنه: امض بهذا الكتاب وادخل إليه إلى السجن واحذر أن يشعر أحد بهذا وقل له يقرؤه في خلوته فمضى به ودفعه إليه، فلما كان اليوم الذي جلس فيه ابراهيم أمر ابن عبدون بإحضاره ومناظرته فلم يسأله (عن شيء مما) كان [قد] عجز عن جوابه في الجمعة الماضية إلاّ أجاب فيه بجواب صحيح في كل ما سئل عنه. فاغتمّ ابراهيم لذلك وأمر بردّه إلى السجن، ثم عمل على قتله - رضي الله تعالى عنه -.

وكان سعيد كثيرا ما يردّد قول الشافعي - رضي الله عنه وأرضاه -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015