رياض النفوس (صفحة 673)

وحكي عن رجل من جلسائه يعرف بابن المكي قال: قلت له يوما: يا أبا عثمان ما أشبّه نفسي إذا كنت بين يديك إلاّ مثل / الحمار، فقال لي: لا تفعل [يا أبا محمد] فإنك تحسّ حسّا لطيفا وأنت كما قال الشاعر:

*وفوقك أقوام وأنت شريف*

[قال]: ولما أمر ابراهيم الأمير ابن عبدون بإحضار ابن طالب وامتحانه بحضرة العلماء، فاجتمعوا وجلس [الأمير] ابراهيم في المقصورة (وذلك برقادة) فأتي بابن طالب من السجن وسأله ابن عبدون عن أشياء رجا أن يجد فيها (عليه) ما يتوسل به إلى امتهانه لم يحفظ منها المخبر إلاّ قوله: لم دفعت من وصية خضر الخادم إلى فلان العباسي مائة دينار ودفعت إلى غيره الدينار والأقل، وهو عندك لا تحل له صدقة لأنه من بني هاشم؟ (فقصّر في الجواب)، فأمر بردّه إلى السجن.

وقال ابراهيم لابن عبدون: أحضره يوما آخر وأحضر جماعة الفقهاء حتى يتبيّنوا خطأه وظلمه فانكلّ به حينئذ، فتكلم الناس بما دار بينهما ووصل ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015