رياض النفوس (صفحة 66)

جرجير، ثم قال لهم: «وحق محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، لا يقتل أحد منكم جرجير إلا نفلته ابنته وما معها! »، ثم زحف بمن معه من المسلمين، فضرب الله عزّ وجلّ وجوه الروم، وأدرك عبد الله بن الزبير جرجير فقتله.

قال عبد الله بن الزبير: هجم علينا جرجير - في معسكرنا - في عشرين ومائة ألف، فأحاطوا بنا من كل مكان، وسقط في أيدي المسلمين، ونحن في عشرين ألفا، فاختلف الناس على ابن أبي سرح، فدخل فسطاطه [ورأيت غرّة من جرجير]، فرأيته خلف عساكره على برذون أشهب، ومعه جاريتان له تظللان عليه بريش الطواويس، وبينه وبين جنده أرض بيضاء ليس فيها أحد، فخرجت أطلب ابن أبي سرح، فقيل لي قد خلا في فسطاطه، فأتيت حاجبه، فأبى أن يأذن لي عليه، فدرت من كسر الفسطاط، فدخلت عليه، فوجدته مستلقيا على ظهره، فلما دخلت عليه استوى جالسا، / فقلت: «إيه، إيه! كلّ أزبّ نفور» فقال: «ما أدخلك علي يا ابن الزبير؟ » [فقلت له]: «إني رأيت غرة من العدو، فاخرج فاندب لي الناس! » قال: «وما رأيت؟ » فأخبرته، فخرج معي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015