رياض النفوس (صفحة 67)

سريعا فقال: «يا أيها الناس! انتدبوا مع ابن الزبير»، فاخترت ثلاثين فارسا، وقلت لسائرهم: «اثبتوا على مصافكم»، وحملت في الوجه الذي رأيت فيه «جرجير»، وقلت لأصحابي: «احموا ظهري! » فو الله ما لبثت أن خرقت الصف إليه، ولا يحسب هو وأصحابه إلا أني رسول إليه، وحين دنوت منه عرف الشر، فثنى برذونه موليا، فأدركته مبادرا، فدفعت بالسيف عليه، فأصبت يدى إحدى الجاريتين فقطعتهما، واحتززت رأسه فنصبته في رمحي، وكبّرت. وحمل المسلمون في الوجه الذي كنت فيه: وارفضّ العدو في كل وجه ومنح الله تعالى المسلمين أكنافهم.

فلما أراد ابن أبي سرح أن يوجه بشيرا إلى عثمان، رضي الله تعالى عنه، قال: «أنت أولى من هنا بذلك، انطلق إلى أمير المؤمنين فأخبره بالخبر».فقدمت على عثمان، فأخبرته بفتح الله ونصره ووصفت له أمرنا كما كان».

ذكر عبد الله بن نافع وعبد الملك بن حبيب أنه وصل من إفريقية إلى المدينة في شهر. وذكر حسين بن سعيد الخراط أنه وصل من سبيطلة إلى المدينة في ثمانية عشر يوما، وكان يومئذ ابن بضع وعشرين سنة.

وذكر أنه كان يرتجز لابنة جرجير البطريق، ويقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015