رياض النفوس (صفحة 65)

ابنة جرجير تلقي نحلتك ... لقيت بالنحلة ثكلا ابتك

لتأخذن في الطريق عقبتك ... لتسقين من قباء قربتك

شر عجوز بالحجاز ربّتك

وقيل إنه لما حضر القتال أخرج جرجير ابنته، فألبسها حليها وثيابها وأسفر عن وجهها، فكان عدة خدمها اللاتي صعدن معها الديدبان أربعين خادما، فقال لهم [جرجير الملك]: «أتدرون من هذه؟ » فقالوا: «نعم يا سيدنا، هذه ابنة الملك، وهؤلاء خدمها»، فقال لهم: «وحق المسيح والنصرانية، لا يقتل عبد الله بن سعد منكم رجل إلا زوجته ابنتي وسقت إليه ما معها من الحلى والخدم، وأنزلته المنزلة التي لا يطمع فيها أحد عندي! » فلم يزل يقول ذلك حتى أمرّه على مسامع أكثر رجاله، فحرض بذلك الروم تحريضا كثيرا، فلما انتهى إلى عبد الله [بن سعد] ما فعله وقاله «جرجير» نادى في عسكره، وأخبرهم بالذي كان من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015