رياض النفوس (صفحة 644)

عند غروب الشمس رجع - رحمه الله تعالى - إلى داره.

وكان رضي الله عنه يحرس بالعشي عند الفرانق فقيل له في ذلك فقال:

أحرس عورات المسلمين [من هؤلاء القوم فإن رأيت منهم شيئا حركت المسلمين] عليهم.

قال الشيخ أبو الحسن بن القابسي رضي الله تعالى عنه: كان جبلة رضي الله عنه يصلي الجمعة في مسجده ويجتمع إليه الناس فجاءه صاحب المحرس يتجسس عليه (قال): فأخذه جبلة وأدخله المسجد وضربه بالجريد ولم يتركه حتى تاب وحلف أن لا يعود.

ولم يكن في وقته أكثر اجتهادا منه في مجاهدة عبيد الله وشيعته كان لا يداري في ذلك أحدا من الخلق فسلمه الله عزّ وجلّ / منهم وحماه من [كيدهم و] مكرهم.

قال أبو الحسن: وإنما سلك أبو إسحاق السبائي في بغض عبيد الله وشيعته طريق جبلة بن حمود رحمهما الله عزّ وجلّ.

وكان كثير الصدقة على تقلّله من الدنيا وترك الطلب لها.

أخبر ابراهيم بن فليح - وكان يخدم جبلة - قال: أتيت إلى حماس ابن مروان القاضي - وكانت شدة عظيمة - فسألني عن جبلة وقال (لي): خذ هذه الخمسة دنانير فبلّغ أبا يوسف جبلة السلام وقل له يقول لك حماس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015