رياض النفوس (صفحة 643)

بقول أحمد، فقال: قل له: يا أحمد ألم يمر بك قول مالك في المسجونين أنهم يجمعون في السجن لأنهم منعوا من الجمعة ونحن منعنا من الجمعة فأقمنا أنفسنا مقام المسجونين، فأخبرت أحمد بقوله فقال: رحمك الله أبا يوسف.

وكتب الصديني إلى أبي العباس الأمير: إن جبلة يصلي في مسجده يوم الجمعة بأذان وإقامة، فأرسل إليه الأمير: مد يدك إلى من شئت واحذر جبلة.

قال عبد الله: ولمّا دخل عبيد الله إلى افريقية وملكها ونزل برقادة ترك جبلة - رضي الله تعالى عنه - / سكنى قصر الطوب وأتى إلى القيروان فسكنها فخوطب على ذلك وقيل له - أصلحك الله - كنت بقصر الطوب تحرس المسلمين وترابط فتركت الرباط والحرس ورجعت إلى هاهنا؟ فقال: كنا نحرس عدوّا بيننا وبينه البحر فتركناه وأقبلنا على حراسة هذا الذي حلّ بساحتنا لأنه أشدّ علينا من الروم، فكان (إذا أصبح و) صلّى الصبح خرج إلى طرف القيروان من ناحية رقّادة ومعه قوس ونشابه (وسيفه وترسه) وجلس محاذيا لرقادة فيقيم نهاره أجمع في ذلك الموضع فإذا كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015