رياض النفوس (صفحة 622)

الديماس. كان رجلا صالحا، فاضلا، مجتهدا، صحب جماعة من النساك المنقطعين إلى الله عزّ وجلّ بالمشرق والمغرب - وهو غير أبي السرى واصل [الجمي] المتعبد بقصر جمة.

قال ربيع بن سليمان الكانشي: كنت كثير الاختلاف إليه، فبصر يوما برجل ممن [كان يختلف معنا ليس معه عصا - وكان اسمه ابراهيم - فقال: يا ابراهيم ما لك بلا عصا؟ فقال: ليس عندي عصا فقال لبعض] [من] كان معنا جالسا: اذهب إلى الركن - وأشار إلى أحد أركان البيت - فاتني بالعصا التي فيه. فذهب الرجل فأتاه بعصا / فأخذها ونظر إليها ثم دفعها إلى ابراهيم وقال له: هي عندك بأمانة الله عزّ وجلّ فاحفظها. قال: فأخذها الرجل وانصرفنا. فلما كان في الجمعة الأخرى أتيناه فلم يكن له همّ إلاّ النظر إلى العصا فرأى عليها خيطا ملفوفا، فقال له: ما لهذه العصا؟ فقال له: يا سيدي كنت أعاني أمر ثور فاعتاص عليّ فضربته بها فتصدّعت، فقال له: وانما أعطيتها لك لرعي البقر، هاتها وأخذها وقال: أتدرون شأن هذه العصا؟ قلنا: لا، فقال: كنت أكثر السياحة منفردا عن الناس فبينما أنا يوما سائر في بعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015