رياض النفوس (صفحة 614)

حدّث الطبني المؤدب رضي الله عنه - وكان فيه خير - قال: دخلت يوما على ابن أبي حميد في علّته التي مات منها وهو في البيت وكان في الدار ذباب وإذا بكفّ خارجة من الحائط تذبّ عن وجهه رأتها عيني لا شكّ فيها.

وقال أبو إسحاق السبائي: كان محمد بن أبي حميد يقول: اللهم إن كنت تعلم أني عملت عملا رضيته لك فأحرقني بالنّار.

قال أبو القاسم: وسمعت محمد بن كامل القطان السوسي يقول: كنت في جنازة مع ابن أبي حميد فأتى رجل على دابة يركض يسأل عن ابن أبي حميد حتى سقط عليه [فسلّم] وقال له: أتيتك لرؤيا رأيتها لك، رأيت في المنام قائلا يقول [لي] اذهب إلى ابن أبي حميد فسلّم عليه فإنه ختم خلف كل عمود بجامع القيروان ختمة. قال: فسأله أبي [وقال له: أكان ذلك] فقال: قد كان ذلك.

قال أبو محمد: فعددت أعمدة الجامع الذي بالقيروان فوجدتها عدد أيام السنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015