رياض النفوس (صفحة 613)

جعل إصبعه على فيه وأشار إليّ أن أسكت ثم قال: تلك الطريق. وأشار بيده نحوها أن أنصرف عنه فانصرفت.

وكان سكناه بمدينة سوسة.

وكان من إشفاقه يقول: ما أراني صلّيت قط بالحقيقة كما يجب لحق الله عزّ وجل ومثلي يعمل عملا يصلح لله تبارك وتعالى [اللهم] إن كنت تعلم اني عملت عملا رضيته لك فاحرقني بالنار.

وكان قد عظم جلال الله عزّ وجل في قلبه حتى هان عليه في الله تعالى كل عمل عمله.

قال القاضي عبد الله بن هاشم: حدثني عبد الله بن أبي عيسى - وكان من الأبدال - قال: كنت أماشي ابن أبي حميد فالتفت إليّ وقال لي: يا ابن أبي عيسى نموت؟ فقلت له: نعم يا سيدي، ثم مشى قليلا فالتفت إليّ وقال لي: نموت يا ابن أبي عيسى؟ فقلت له: [نعم يا سيدي ثم مشى قليلا، فالتفت إليّ وقال لي: نموت يا ابن أبي عيسى فقلت له] نعم - أصلحك الله - قال: فصاح: آه ومد بها صوته ثم ضرب بيده في صدري وقال:

نموت يا ابن أبي عيسى ويصلّى في المساجد بعدنا ونحن تحت التراب / فقلت له:

لا بد من ذلك [فغشى عليه].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015