رياض النفوس (صفحة 615)

وجرت له قصة مع ابراهيم بن أحمد الأمير قال: أتى ابراهيم بن أحمد إلى سوسة وقد بلغه عن أهلها أذى فقال: أمضي إليها فأخربها وأهدم سورها وأعذب أهلها: قال: فوصل إلى سوسة في / الليل فأتى إلى الدمنة فنزل في مسجدها فاجتمع إليه أهل الدمنة، فقال لهم: هل عندكم أحد يحفظ القرآن يخرج (إلي)؟ فخرج (إليه) محمد بن أبي حميد، فسلّم عليه وجلس معه ساعة ثم قال له: ما أتى بك؟ فقال له: بلغني أن أهل هذه المدينة تكلّموا فيّ بالقبيح وآذوني بألسنتهم فجئت معتمدا لإخرابها وإخراب سورها وعذاب أهلها فقال له ابن أبي حميد: يأذن لي الأمير أن أقرأ، فقال له: اقرأ فقرأ بعد أن تعوّذ {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فبكى ابراهيم بن أحمد عند ذلك بكاء عظيما ثم قال: والله لا فعلت شيئا مما كنت اعتقدت. وركب من ساعته راجعا إلى القيروان وذلك كلّه ببركة محمد بن أبي حميد وحسن نيته رحمة الله ورضوانه عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015