رياض النفوس (صفحة 585)

ولو كنت في الدنيا على مثل حالهم ... أبحتهمو رحلي وعدت إلى طمري

فما لي إلى خلق سوى الله حاجة ... ولكنه شيء تجاذبه فكري

أتيه على الدنيا إذا ما تعذرت ... وأوثر بالموجود منها على الضر

سأرعى لهم ما هان منّي عليهمو ... وأحمل نفسي في الجفاء على الصبر

عليهم سلام الله منّي رسالة ... مقسمة بين التواصل والهجر

فما ألفة الألاّف إلا تشاغل ... عن الجد والتشمير في النهي والأمر

رضيت بوصل الله عن كل قاطع ... حبال الإخا فيما ينوب من الدهر

وأيقنت أن المنع من فيض جوده ... وفضلا لأهل القرب باح به شكري

فقمت على صول الزمان مفكّرا ... بأربعة أنبت فيها على الصبر

فقل لحصون الغرب طرا ومن [بها] ... أبحتكمو حظى من البر والبحر

يقارعني من شاء منكم بعيشة ... معينة الأوقات ظاهرة الستر

بلا عوض منها إلى النفس راجع ... عليّ بجاه في الأنام ولا قدر

وقال أيضا:

مناي وتسويفي بنفسي أذلها ... وأعملها فيما عليها بما لها

تميل إلى حظ من القوت دارس ... بحظ من الدار التي لا انقضا لها

كأني للدنيا رهين بخدعة ... تحالفني [يوما] ويبقى وبالها

وناشئة الليل البهيم يقومها ... رجال أضاعت فرشها وحجالها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015