رياض النفوس (صفحة 586)

سوامر أسدال الظلام ضوامر ... بنيل من الإقتار منها منالها

ولاذت بمولاها بصائر فكرها ... فأنعشها روح الحياة وعالها

فلما رأى من آثرته بحبها ... دوام الأسى منها عليها رثى لها

فعفّى مراقيها وأوطى سهولها ... وحطت عليه بالوجود رحالها

نعيم ذوي الألباب برهان صدقهم ... ولي حالة لم ينعم الله بالها

كأني ونفسي بين حرب وهدنة ... إذا ساعدتني في السهاد بدا لها

إذا ذادها للورد حادي وعيدها ... أشار إليها ضده فأزالها

تخالفني في كل أمر أريده ... وتقطع مني باليمين شمالها

فمن لي بنفس لا تزال غوية ... تساعد شيطانا يريد ضلالها

فلو كان لي التخيير في بدء خلقتي ... تعوذت من نفسي فلم أر حالها

وكنت كمن لم يبدع الله خلقه ... فلا علّة آسي عليها ولا لها

ولو كنت في الدارين حرا مدللا ... لنغص ذكر الموت عندي دلالها

فلا كانت الدنيا ولا كنت قبلها ... فما لي وما للعيش فيها وما لها

وقال أبو عقال يذكر أوصاف أبي هارون الأندلسي واجتهاده في الطاعة ودوامه عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015