رياض النفوس (صفحة 581)

وقيل: إنها لما قدمت [عليه] قال لها: «[يا] أخت، إن هذا بلد شديد العيش وليس تمكنك الأشياء به كما كانت تمكنك بإفريقية، وأنت قد تعلمت بإفريقية العيش الرغد والطعام الطيب».فقالت له: «إذا لم أجد شيئا أخذت القربة وحملت [على] ظهري الماء وسقيت مع السقايات». [قال] ثم إنها أقامت معه ما شاء الله تعالى بمكة تتعبد معه، وكانت مجتهدة. ثم توفيت بمكة، حرسها [الله].

قال أبو بكر بن سعدون: رأيت على قبر أبي عقال أبياتا رثته بها أخته، وهي:

ليت شعري ما الذي عاينته ... بعد دوم الصوم مع نفي الوسن

مع نزوح النفس عن أوطانها ... من نعيم وحميم وسكن

يا وحيدا ليس من وجدي به ... لوعة، تمنعني من أن أجن

فكما تبلى وجوه في الثرى ... فكذا يبلى عليهن الحزن

وكان سبب موته أنه صلّى العشاء الآخرة [وذلك] في شهر رمضان ثم قمنا لصلاة التراويح، فصلينا ترويحة، أو اثنتين، فسجد الناس وسجد أبو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015