رياض النفوس (صفحة 576)

إليّ أسود على رأسه مكتل فيه خبز ولحم مشوي وصرة دارهم فقال لي: «أنت ابن غلبون؟ » فقلت له: «نعم» فوضعه بين يدي ومضى، فأوميت إلى أصحابي فكنت فيه كأحدهم».

وذكر الفقيه أبو سعيد بن أخي هشام، قال: [حدثني رجل من أهل مصر قال]: «دخلت جامع مصر فقلت: «اللهم أرني وليا من أوليائك». [قال] فإذا برجل يركع عند المقصورة عليه عباءة». [قال]: «فجلست بجواره فسمعته يقول وهو ساجد: «اللهم إني جائع فأطعمني»، ثم تمادى على الركوع.

فإذا برجل قد أقبل، فنظر يمينا وشمالا، ثم قصد نحوه فجعل بجواره جردقا وخبيصا، فلحقته وسألته عن سبب ما أتى به فقال: «ذهبت زوجتي إلى الحمام، فاشتهت عليّ أن أعمل لها لحما مشويا في تنور، فجاز بي رجل من أصدقائي فاشتغلت معه حتى فات الوقت، وعمل جاري خبيصا فأخذت منه، وأخذت معه جردقا، وأتيت به إليها، فتغيرت عليّ وقالت: «أنت اشتغلت عني ولم تلق إلي بالا»، فحلفت أنها لا تأكله، وحلفت أنا أني لا آكله، فقالت:

«امض به إلى الجامع فأطعمه للفقراء».

[قال]: فدخلت الجامع، فنظرت يمينا وشمالا على أن يقع بصري على فقير، فما وقع بصري إلا على هذا الذي يركع عند المقصورة، فلمّا وضعته بجواره وانصرفت [عنه]، رأيت الجامع مملوءا بالفقراء».قال: «فرجعت انظر إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015