رياض النفوس (صفحة 575)

أتتك. يا أبا عقال، لا تكن آمالك كلها إلا في الله عزّ وجل فإنه يتم لك كل شيء».هذا يا أبا جعفر الذي [بلغك].

قال أبو القاسم الجوهري: حدثنا أبو على الواسطي، قال: لقيت إسحاق المقرئ بطرسوس، قال: «لقيت أبا عقال بمسجد الخيف من «منى» وعليه خيشتان، / مؤتزرا بواحدة ومرتديا بالأخرى، فقلت له: «حدثني بأشد شيء مر عليك في الحجاز»، وحوله جماعة يكتبون كلامه، فقال [لي]: «كان معي سبعون صاحب ركوة، فوقع القحط فماتوا وبقي ستة أثر الضرّ فيهم. وبقينا ليالي لم نطعم، فوقع في سرى أن آتي الركن فألتزمه فلعلّي أن أموت على ذلك. [قال]: فعانقته حبوا من الجوع. فطرأت على قلبي أبيات فرجعت إليّ نفسي، وهي:

عقدت عليك مكمنات خواطري ... عقد الرجاء فألزمتني حقوقا

إن الزمان عدا عليّ فزادني ... علما بأنك سيدي تحقيقا

ما نالني ضرّ بوجه مساءة ... إلا وجدت به إليك طريقا

حسبي بأنك عالم بمصالحي ... إذ كنت مأمونا عليّ شفيقا

فامض القضاء على الرضى منّي به ... إني رأيتك في البلاء رفيقا

قال: فرجعت إليّ نفسي واستندت إلى «زمزم»، فما استويت جالسا حتى أتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015