رياض النفوس (صفحة 574)

وقلت له: «يا أبا عقال)، أخبرني فأني نعتد بك ونثق بقولك. بلغني أنه يأتيك طعام لم تمسه الأيدي»، فضرب بيده على رمته وقال: «أنا أبو عقال الشاطر الداعر، سل عني الشطار والطنابريين والعوادين! لمثلي أنا يقال هذا لسوء حالي! بلى، إنه إذا اشتهينا شهوة -[يا أبا جعفر]- أتت إلينا من حيث لا نعلم:

رأيت أنا وأبو هارون شواء وحلوى وجردقا حواريا فاشتهيناه جميعا، فقلت له: «يا أبا هارون، إنه لطعام طيب» ثم خرجت إلى «ذي طوى» فإذا بنسوة فصاحت بي خادم صفراء، وتباعد النسوة، فقالت لي: «ارفع لنا هذا السطل من البئر يا أبا عقال» فنزلت فرفعت السطل، فقالت لي: خذ ذلك الطعام الذي في (هذا) المنديل» فإذا بشواء وحلوى وخبز حواري، ثم مضيت إلى أبي هارون فقال لي: «يا أبا عقال، يشهيك ويدلّلك (إنك) اشتهيت شهوة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015