رياض النفوس (صفحة 561)

[يتلبس] بشيء من الدنيا إلا ما يسد جوعة أو يستر عورة، نفعك الله يا بني بذلك، فلقد نفعني الله بصالح دعائه».

قال أبو عقال بن غلبون: «رأيت أبا هارون راقدا طول الليل وأنا أصلّي الليل كله، فوسوس لي في قلبي فقلت: «أنا أصلي الليل كله وهذا رجل راقد! من أين هو أفضل مني؟ »، ثم غفت عيني فرقدت، فإذا أنا برجل مبيض واقف على رأسي فقال: «اقرأ يا ابن غلبون: فقلت: «وما أقرأ؟ » فقال: «اقرأ {(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ.}

{سَااءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ، ساءَ ما يَحْكُمُونَ)} فانتبهت. ثم قام أبو هارون فقلت:

«سيدي أبا هارون، أتعلقت من الدنيا بذنب أو معصية؟ » فقال: «والله يا أبا عقال ما حللت ثوبي على معصية قط، ولا أكلت مال يتيم، ولا شهدت بغير الحق. فأسأل الله يا أبا عقال أن يعفو عنا وعنك، وأن يدخلنا الجنة برحمته»، فأخبرته بالرؤيا فبكى وقال لي: «يا ابن غلبون، كل في رحمة الله عزّ وجلّ، وهذه من أكبر النعم قبلي».

حدث أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي يحيى المتعبد القرشي الصقلّي، قال:

«سمعت أبا الحسن عليّ بن محمد الفقيه بحضرة جماعة من أصحابنا، وقد ذكر أخبار الصالحين وفراساتهم، فقال: «حكى المغربي حيان المتعبد بالمنستير حكاية، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015