رياض النفوس (صفحة 558)

«أقول لك: إن كنت حربتني وأنا عندك سفيه غير رشيد فقد أخطأت إذ خيرتني، وإن كنت عندك رشيدا غير سفيه فقد أخطأت في حجرك عليّ»، ثم كبر عليه أربع تكبيرات كما يكبر على الميت وانصرف. فأطرق سليمان ولم يتكلم.

وكان ابن زرزر حافظا للغريب بصيرا بالعربية [راوية للأشعار يحسن الصنعة لها جيد القول فيها].وشعره كثير جدا، وأكثره في توحيد الله عزّ وجلّ والرد على الزنادقة والملحدين / والكذابين، فمن قوله:

تهتك الستر عن ذي البغي والفند ... وحصحص الحق بعد الغيّ واللدد

وأيقن المشرك الداعي له ولدا ... بأنه الله لم يولد ولم يلد

لا موت يدركه، لا شيء يشبهه ... يبلي الاباد ولا يبلى على الأبد

ويح ابن آدم من عاص يخالفه ... ومن مصرّ على الآثام معتقد

وفي الخلود نعيم غير منصرم ... باق بقدرته، باق بلا أمد

قال أبو العباس محمد بن الوليد: «تسمعت إلى ابن زرزر يوما وهو يقرأ حتى انتهى إلى قوله عزّ وجلّ: {(دَعْااهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ)}، فقال: دعواهم كلامهم الذي يقولون ويولعون به، وهجير الرجل الكلمة التي يولع بها ويرددها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015