رياض النفوس (صفحة 552)

رأيت حليم القوم فيهم مقدما ... ومن نال علما [نال] جاها وسؤددا

أراني بحمد الله في المال زاهدا ... وفي شرف الدنيا وفي العز أزهدا

تخليت من دنياي إلا ثلاثة ... دفاتر من علم وبيتا ومسجدا

غنيت بها عن كل شيء حويته ... وكنت بها أغنى وأقنى وأسعدا

وقد ذم قوم ما فعلت جهالة ... فعدّوا مع الجهال في الجهل أحمدا

ولو فهموا رأيي وأمري لأبصروا ... وقالوا: [رأى] رأيا سديدا مسددا

ألم تر أن الدهر أوقر أهله ... هموما وأن العيش صار منكّدا

فما حلّ يوم فيه إلا بفجعة ... وأنت لأخرى فيه منتظر غدا

وما فرحة إلاّ ستصبح ترحة ... وما صاحب إلا سيصبح مفردا

وكم قد رأينا من عزيز مشرف ... يبيت مقرا في القباب ممهّدا

فجته المنايا وهو في حين غفلة ... فأضحى ذليلا في التراب موسدا

وقال أيضا: فيما حدثناه غير واحد من أصحابنا، رضي الله عنهم أجمعين:

ولما محا عمري ثمانين حجة ... هجرت تكاليف الحياة لما فجا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015