رياض النفوس (صفحة 553)

ولاقيت أترابي: فأحدب ماشيا ... وآخر مكفوفا، وآخر أعرجا

تمنيت طول العمر أحيا مؤدبا ... وأسلك في التعليم للعلم منهجا

وخالط عينيّ العشا بعد حدة ... وصار لساني إن تكلم لجلجا

وفي أذني وقر، وظهري به حنا ... وما أبتغي مما أنا فيه مخرجا

رأيت الذي قد كنت [فيه] لدى الصبى ... من الشيب والتشييخ أشنا وأسمجا

/ وأصلح أزماني [أوان] زمانتي ... لزمت العصا من بعد مشيي تبرجا

وأصبحت مما كنت أبغي من الغني ... إلى الزهد في الدنيا الدنية أحوجا

وحبست نفسي بين بيتي ومسجدي ... وقد صرت مثل النسر أهوى التعرجا

كأنّي بهم قد أعلنوا بعدي البكا ... إذا أنا صرت في المدارج مدرجا

وفي حين يقضيني وفي قول بعضهم ... لبعض: توفّي الشيخ وانقطع الرجا

فيا خير مرغوب إليه لراغب ... ويا خير من يلجا إليه لمن لجا

كما لم تضعني، رب، منذ خلقتني ... قني في معادي حرّ نار تأججا

وله من قصيدة طويلة يقول فيها:

تفهم يا حبيب - هديت - قيلي ... تنال بفهمه خيرا كثيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015