رياض النفوس (صفحة 551)

فيا بكر بن حماد تعجب ... لقوم سافروا من غير زاد

تبيت على فراشك مطمئنا ... كأنك قد أمنت من المعاد

فيا سبحان من أرسى الرواسي ... وأوتدها على السبع الشداد

قال أحمد بن أبي سليمان: فلما انتهى إلى هذا البيت قلت له: «أمسك، رفعت الجبال فوق السموات وأنزلت السموات تحت الجبال! » فقال لي: «وكيف ذلك؟ » فقلت له: «اقرأ سورة عم يتساءلون»، فقرأها حتى انتهى إلى قوله تعالى {وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً} فقال لي: «والله لقد أنشدته بالعراق ومصر وتاهرت والقيروان، فما فهمه أحد، وقد كسرته أنت فأصلحه»، فقلت له: «أفلا قلت: فأوتدها مع السبع الشداد؟ »، قال: فقال لي: «قد أصلحت ما أفسدت».

وله أشعار كثيرة. وقال أحمد:

ولما نحا عمري ثمانين حجة ... وأيقنت أني قد قربت من المدى

تركت تكاليف الحياة لأهلها ... وجانبتها طوعا مجانبتي الردى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015