أتوا إليّ فقالوا لي: «نحن الصيارفة أمرنا عبد الله بن أحمد بن طالب أن لا نصرف من أحد حتى ننظر في «كتاب الصرف»، [فقرأته لهم، وعلمت أن ذلك تأويل الرؤيا].
قال أحمد: فأتى إليّ رجلان منهم فسألاني عن مسألة فقلت لهما: «لا تحل، فإنه ربا» فقالا لي: «فإن ابن الأشج قال لنا: أديروا بينكم ما شئتم من بيع حرام، ثم تعالوا إليّ أجعله لكم حلالا» فقلت لهما: «لا حول ولا قوة إلا بالله، حرام، حرام! قوما عنّي».
وكان ابن الأشج هذا عراقيا، وكان إذا أراد أن يجوّز الربا بين الناس يقول لأحدهم: خذ الهرّ فاجعل في عنقه خمسين دينارا، وبعه بمائة إلى أجل، فإذا أخذ الهرّ المشتري له وأقام عنده أياما فامض إليه وقل له: «عسى ذلك الهر ترده إلينا، فإن الفيران قد أكلونا»، فيرده إليه؛ فكان هذا فعله مع الناس.
وقال أحمد: دخل عليّ بكر بن حماد فتحدث عندي ساعة، فقلت له:
«أيش قلت؟ » فقال: «قلت هذه الأبيات:
نهار مشرق وظلام ليل ... ألحّا بالبياض وبالسواد
هما هدما دعائم عمر نوح ... ولقمان وشداد بن عاد