رياض النفوس (صفحة 538)

هدمه، فكلم في ذلك بعض السودان فقالوا: «إنا لنرى عليه نورا عظيما، فهو الذي منعنا من هدمه».

وكان، رحمه الله تعالى، لا يكاد يخرج عن مذهب مالك وأصحابه، كثير النهي عن كل محدثة وبدعة.

وكان يشتدّ عليه أمر «مسجد السبت» ويودّ لو أنه هدم حتى لا يجتمع فيه أحد.

وقد تكلّم فيه بكلام شديد كبير. وخالف يحيى بن عمر من أصحاب سحنون جماعة، وغيرهم، في جميع ما ذكره، فكانوا يحضرونه ويجتمعون فيه، منهم أحمد بن معتب وغيره، وفيه كانت وفاته. وحضره - / ممن هو دون أحمد بن معتب في الطبقة - أبو بكر بن اللباد وأبو بكر بن سعدون وربيع القطان. لكنه كان في ذلك الزمان على خلاف ما هو عليه اليوم، وذلك أنهم كانوا يحضرونه بالوقار والسكينة والخشوع وغزر الدمعة وكثرة الصدقة والمعروف، وكانوا يقولون فيه أشعار أبي معدان في الزهد والمواعظ وأهوال يوم القيامة وصفات أولياء الله تعالى، ويركّبون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015