[وكانت سنة أربع وثمانين ومائتين
وفيها توفي]:
توفّي يوم الجمعة، قبل الضحى، وصلّى عليه الناس يوم السبت قبل الضحى.
قال أبو العرب: كان أصله من المغرب، سكن سوسة وأوطنها، وكان ثقة متعبدا كثير العمل [والاجتهاد].
كان يصلّي من الضحى إلى العصر، ثم يجلس فيسمع الناس. [سمع] من سحنون وغيره. وكان قد كفّ بصره.
وكانت بداية أبي الأحوص ولزو [مه] مدينة «سوسة» أنه أتى إليها مرابطا، فأقام بها مدة حتى نفدت نفقته، وأراد الرجوع إلى بلده المغرب، فأتى إلى جامعها ليركع فيه وينصرف، فبينما هو راكع إذ رأى عصفورا دخل الجامع وفي فمه شيء يطعمه فراخه، فسقط من فم العصفور ما كان فيه، فخرج من خلف الحصير فأر فأكل ما سقط من فم العصفور، فخاطب نفسه بأن قال لها: «فأر خلف الحصير