قدومي على الله عزّ وجل، لأني أقدم على كريم رحيم، ولا بكيت إلا على تمتعكم بعدي بتلاوة القرآن وقيام الليل وصيام النهار والتهجد والتبتل، وانقطاع عملي» ثم قال لهم: «إن لي إليكم حاجة: هذه الجبة الصوف والكساء ختمت فيهما القرآن ثمانية آلاف ختمة ليلا ونهارا، كفنوني فيهما؛ وهذه الحصير كنت أسجد عليها في سواد الليل، اجعلوها معي في لحدي؛ وقليل من الشعير تصدقوا به؛ وهذه السطيحة حبسوها. والله ما خلفت شيئا يسألني الله عزّ وجل / عنه غير هذا. ثم [أسأل الله] الاجتماع معكم على الحوض مع النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله».ثم قضى، رحمة الله تعالى عليه.
وكان كثيرا ما يدعو بهذا الدعاء:
«اللهم بك أصبحنا، وعليك توكلنا، وإليك أنبنا. اللهم أصبحنا وأصبح الأمر [و] الليل والنهار وما سكن فيهما لله وحده، لا شريك [له].اللهم اجعل أول هذا اليوم صلاحا، وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا. بسم الله على نفسي وديني وأهلي وولدي ومالي. الله، الله، الله، ربي لا أشرك به شيئا. اللهم لا تؤدبنا بعقوبتك، ولا تمكر بنا في حكمك، ولا تؤاخذنا في تقصيرنا عن رضاك لعظيم خطايانا. فاغفر لنا، ويسر أعمالنا، وتقبل منا. وكيف النجاة يا إلهي ولا توجد إلا من قبلك؟ اللهم إننا نستودعك أنفسنا ولحومنا ودماءنا وأدياننا وأهلنا وأولادنا وجميع ما أنعمت به علينا في الدنيا والآخرة. اللهم اكنفنا بكنفك الذي لا يرام، واحرسنا بعينك التي لا تنام، وأعزنا بسلطانك الذي لا يضام، وارحمنا بقدرتك علينا يا ذا الجلال والإكرام فإنك خير حافظ وأنت أرحم الراحمين، واجعلنا في عبادك [الذين تحميهم] من السلطان الجائر، ومن الشيطان الرجيم وأشياعه وأتباعه وخيله ورجله وأعوانه وإخوانه وجلاوزته ورسله وقهارمته وخدمه. عليك توكلنا وإليك أنبنا. ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم».