بن خالد إلى صلاة الجمعة [يوم] طين على بغل راوية، لم يجد ما يركب عليه غير ذلك، فلما فرغ من صلاة الجمعة لم يجد دابة يرجع عليها إلى داره. وكانت داره بعيدا من الجامع، فأتاه رجل من جند ابن الأغلب بفرس مسرج فسأله في ركوبه فركب، فلما استوى على الفرس نظر إليه أصحابه، فقال لهم: ما لكم تنظرون إليّ؟ أما ورع انتقص أو علم [زاد]. [وإنما] فعله - رضي الله تعالى عنه - لوجه الضرورة لمنعه من المشي، وأخذ [في] ذلك بالعلم، ولا يحمل عليه إلا أنه تصدق بقدر انتفاعه بركوب الفرس.
وذكر أن أولاد إبراهيم بن أحمد الأمير طهرهم، فمضى أهل العلم من شيوخ القيروان لتهنئته. وكان فيمن مضى إليه عبد الجبار بن خالد، فلما أتى إلى الأمير أكبره وعظمه وسر برؤيته، وأخرج إليه أولاده فدعا لهم وبارك عليهم. ثم قال:
«أيها الأمير، هل علمت مقدار هذه النعمة التي أنعم الله تعالى عليك بها؟ فإنه أعطاك مثل هؤلاء البنين، وعلمتهم كتاب الله عزّ وجل، وأحييت فيهم سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وقد بلغني [أنك بالغت] فيما عملت [من الأطعمة] ودعوت إلى ذلك الأغنياء» فقال له: «أجل، لموضع المسرة [لا منّا] بذلك» فقال له عبد الجبار: «فلو استكملت هذه المسرة بأن تذكر الفقراء فيها! » فقال له /: «صدقت وبررت»، ثم دعا بكيس فيه خمسمائة دينار ودفعه لعبد الجبار وسأله أن يفرقه على الفقراء والمساكين، فأجابه عبد الجبار إلى ذلك، فسر الأمير