أتاه رجل يوما في الوقت الذي اختلف فيه أصحاب سحنون في مسألة الإيمان، فضرب عليه باب داره، فخرج إليه فقال له: «ما مذهبك في الإيمان؟ » فقال له: «أنا مؤمن» فقال له: «عند الله؟ » فقال: «قد قلت لك إني مؤمن، فأما مؤمن عند الله فلا أقطع لنفسي بذلك، لأني لا أدري بم يختم لي به»، فبصق الرجل في وجه محمد بن عبدوس، فعمي الرجل من وقته وذهب بصره.
قال أبو العرب: كان شيخا صالحا ثبتا صحيح الكتب حسن التقييد. سمع من سحنون ومن غيره.
وكان لا يكاد يذكر أحد في مجلسه بغيبة إلا نهى الذاكر عن ذلك.
وكان فيما بلغني ربما ركب ثورا من «باب أبي الربيع» حتى ينتهي إلى منزله «بالروحاء» تواضعا منه، فإذا كلّم في ذلك قال: «حسبك من الدواب ما بلّغك المنهل».
وعرض عليه سحنون قضاء قصطيلية فامتنع من ذلك.