قال أبو القاسم [بن] تمام: لقد رأينا من أبي عياش من الإجابات والفراسات أمرا عظيما: كان ابني أحمد صغيرا مريضا، فأتيته فقلت له: «إني أريد أن أسافر، فإن حدث بابني الموت فصلّ عليه وتولّه».فقال لي أبو عياش:
«اذهب إلى سفرك فما هو بميت من هذه العلة».فأكدت عليه، فأكده عليّ، وأظنه حلف أنه لا يموت منها، فكان كذلك».
[قال عبد الله] حصل لأبي عياش قوله صلّى الله عليه وسلم: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه».
وكان، رحمه الله تعالى، يميل إلى الرقايق والمواعظ ويختم مجلسه بها إذا فرغ من المسائل والكلام عليها.
وكان يقول في بعض مواعظه: كان سليمان عليه السلام - على ما أعطاه الله تعالى من النبوة والملك - يلبس المسوح والخلق ويأكل / الشعير والفلق ويقول:
«مسكين بين ظهراني مساكين»، وسلك هذا المنهاج أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وأصحاب الصفة من المهاجرين والأنصار، رضي الله تعالى عنهم.
وقال محمد بن يونس: قلت لأبي عياش بن موسى: «إني صرت أتقدم الناس في المسجد لأصلّي بهم الفريضة وأنا كاره لذلك، لأني لست براض عن