فقال: «قد آذونا بالحمام، وقلت لهم ينحونه عنا فأبوا».ثم قال: «إذا رأيت الطالب يصاح عليه وينهر فلا يبرح من مكانه فارجه، وإذا رأيته إذا صيح عليه تنحى من مكانه ويقعد بعيدا ثم لا يرجع، فليس يفلح».فقال أصحابنا الطلبة: «قد أعتبك».
وحدث بعض أصحابنا، قال: «رأيت فيما يرى النائم كأن سحنونا يبنى الكعبة»، قال: «فغدوت إليه فوجدته يقرأ للناس «كتاب المناسك في الحج» الذي اختصره.
وحدّث أبو عبد الله محمد بن المبارك بن الزيات صاحب مظالم ابن طالب، قال: كان يألفني رجل أطرابلسي، دون أصحابنا أيام سماعنا من سحنون، فرأيت معه كتبا قد محيت وكتب فيها قول أهل المدينة. قال: فكان يسمع معنا فيها. قال، فقلت له: ما قصة هذه الكتب؟ قال: إني كنت أسمع قول أهل العراق، فرأيت في منامي كأني واقف في وسط غدير وقد أصابني عطش شديد بلغ مني، فإذا شربت من الماء شربت دما، ثم أملأ ركوتي بالماء فإذا شربت منها شربت دما فأمجّه من فمي، ثم التفتّ إلى رجل كان منّي على القرب فقلت له: اسقني الماء فإن العطش قد بلغ مني، فقال: أنت في الماء وتطلب من يسقيك؟ فقلت له: إني إذا شربته صار في فمي دما، فقال لي: اذهب إلى الشيخ فهو يسقيك، قال: فمضيت إليه فأصبت الشيخ قاعدا ووجهه إلى القبلة، فقلت له: لعلّ معك ماء فتسقيني، فقال لي: أنت في الماء وتطلب من يسقيك؟ فقلت له: إني إذا شربته صار دما في فمي، وجعلت