قال سليمان: وسمعته يقول في الطلبة: «ما أريد منهم إلا لعل الله ينفعني منهم بواحد».
قال: وسمعته يقول: «كادت تفوتني كتب ابن وهب، وبالله ما تشرى بكتاب منها الدنيا وما فيها، وما عميت عن مسألة قط إلا وجدت / فرجها في كتاب ابن وهب».
قال: وسمعته يقول في كتب ابن القاسم: وكذا هذه، فقلّما رأيت أحدا أخذها إلا ونفعه الله تعالى بها، وذلك أن صاحبها كان يريد الله عزّ وجل».
قال وسمعته يقول: «من صحت كتبه صحت روايته، ومن سقم كتابه سقمت روايته».
قال وسمعته يقول في «كتاب الصمت» من «جامع ابن وهب»: «هذا الكتاب يورثه الرجل ولده خير من أن يورثه الدنيا بجميع ما فيها».
قال سليمان: وكنت قاعدا قدام سحنون وهو يقرأ «كتاب الترغيب» من «جامع ابن وهب» فرددت عليه حديثا هو في كتابي ولم يكن في كتابه، فقال لي:
«اقرأ الحديث»، فلما قرأته أنكر الحديث وصاح عليّ وقال: «من أين دخل هذا الحديث في كتابك؟ » فأمسكت ولم أرد عليه، فكلمه محمد ولده وقال: «أصلحك الله، الكتب تختلف»، فقال لي: «اطرح الحديث من كتابك»، فخططت عليه بالقلم وهو ينظر، فقال لي: «زد خطا عليه»، فطلسته كلّه.
فلما كان بعد ذلك خرج، فقعد، فنظرت في وجهه زبل حمام، [فمسحته] فقال لي: «ايش هو؟ » فقلت: «زبل حمام، أصلحك الله»