أريه ذلك، فقال لي: هلمّ الإداوة التي معك في يدك، فناولته الإداوة فصب لي فيها ماء فشربته فرويت. فلما أصبحت ذهبت أسأل عن تأويل رؤياي فقيل: تطلب علما لا تنتفع به وسيبدلك الله تعالى به علما خيرا منه. فقلت في نفسي: ما هو إلا قول أهل العراق! فتركته وطلبت قول أهل المدينة من كل طريق».
قال: «فرحلت إليكم، فلم يكن لي هم إلا السؤال عن الرؤيا، فدلّوني على أبي زكريا الحفري. فمضيت إليه فسألته عن رؤياي، فقال لي مثل قول الأطرابلسي.
واختلفت إلىّ عون حينا، فقال لي رجل: «ممن تسمع؟ » فقلت: «من عون»، فقال: «تدع سحنونا وتسمع من عون؟ » فقلت له: فأين موضعه؟ فقال لي:
بالقرب من مسجد عون. فقلت له: «إنه يمر بنا قوم معهم المحابر والدفاتر» فقال:
«إلى سحنون يمرون»، قال: فتبعتهم، فأول ما رأيت سحنونا».وزاد أبو القاسم: «رأيت الرجل الذي سقاني الماء في نومي».