رياض النفوس (صفحة 408)

وأزرق وقلنسوة حبر. وكان يركب بلجام حديد ليس فيه من الفضة شيء. وكان له برنس أسود كثيرا ما يلبسه في المطر والبرد والريح، وربما قعد للسماع وهو عليه، وربما حمل حزم البصل من حانوت «جامع العطار» وغير ذلك إلى داره تواضعا لله عزّ وجل.

فرات بن محمد العبدي، قال: كنت عند سحنون عشية فجاءه حسان فقال له سحنون: «اجلس وخذلي «يا عاشق الحور» لابن المبارك ولا تطرّب»، فابتدأ في القصيدة فكلما أراد أن يطربها يقول له سحنون: «هيه! اسكت من التطريب»، حتى انتهى إلى قول هذا البيت:

لمن رآك قتيلا بين أودية ... في غربة قد سقيت المر والصبرا

فقال سحنون: «يرحم الله أبا عبد الرحمن، كيف يكون غريبا من تبكي عليه السماء والأرض؟ إنما الغريب الذي قال [فيه] الله عزّ وجل: {(فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ)}.

عبد الجبار بن خالد السّرتي، قال: كنا نسمع على سحنون في بيت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015