رياض النفوس (صفحة 406)

فدفع إليه الصرة، فلما أخذها ألقى الذي بيده وقال: «هذه ميتة، كانت حلاّ لنا فحرمت الآن علينا».

فكانت هذه الفراسة من سحنون من العجب، إذ وقعت على غائب لم يشهده. وله في ذلك حكايات من عطاء ومسامحة وتفريق غلة زيتون يطول بها الشرح.

قال بعض أصحابنا: «مررت بمحمد بن بشار المعروف بالزريني الفقيه وهو جالس في صحن مسجده، فصعدت إليه فسلمت عليه، فرد عليّ ردا فيه انكسار، فسألته: «ما بالك مغتما؟ » فقال: «وكيف لا أغتم وخادم لي سوداء كانت تكفيني مؤونة الفرن والماء أصبت بها؟ » قال: «فمضيت إلى سحنون فأعلمته باغتمام الزريني بموت خادمه، فقال سحنون: «اذهب إلى فندق كذا وكذا فإن فيه رجالا خمسة من الساحليين فائتني بهم».قال: فذهبت فأتيته بهم، فأقعدهم وقال لي: «اذهب إلى جامع العطار، وقل له: «الشيخ يقول لك:

ادفع إليّ خمسين دينارا».فأتيت بها إلى سحنون، فعدها عشرة عشرة إلى أولئك الساحليين وقال: فرقوها على زيت من ثقات، وكان ذلك قريبا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015