رياض النفوس (صفحة 331)

أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلم من يستحق الأمر بعد نبيهم؟ ».

فرات، قال: سمعت ابن أبي حسان يقول: «دخلت على زيادة الله بن الأغلب، فأصبته جالسا وعنده أبو محرز وأسد وهما يتناظران في النبيذ المسكر، وأبو محرز يذهب إلى تحليله، وأسد يذهب إلى تحريمه. فلما جلست قال لي زيادة الله: «ما تقول يا أبا محمد؟ » فقلت له: «قد علمت سوء رأيي فيه، وقاضياك يتناظران / بين يديك».فقال لي: «ناظرني أنت ودعهما».ثم قال لهما:

«اسكتا»، ثم قال لي: «ما تقول أنت؟ »، فقلت: «أصلح الله الأمير، كم دية العقل؟ » قال لي: «وماذا مما نحن فيه! » فقلت: «جوابك ينتظر سؤالي» فقال: «دية العقل ألف دينار» فقلت: «أصلح الله الأمير، فيعمد الرجل إلى ما قيمته ألف دينار فيبيعه بدكيكجة تسوى نصف درهم؟ » فقال لي: «يا أبا محمد، إنه يذهب ويرجع» فقلت له: «بعد ماذا، أصلحك الله؟ بعد أن قاء على لحيته وكشف سوأته وسب هذا وضرب هذا وقتل هذا؟ » فقال: «صدقت والله صدقت! ».

وكان، رحمه الله تعالى، جوادا شريفا: بلغني أن رجلا من أصحابه أتاه يوما على أثر نوء عظيم كان بالقيروان، فهدم كثيرا من دورها، فألفاه جالسا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015