مسجده فسلم عليه ثم أعلمه بما انهدم في داره، وشاوره في بنيانه ومن يرى أن يبنيه فأمر بعض غلمانه فأتاه بثلاثين دينارا فدفعها إليه وقال: «استعن بهذه على بنائك» فلما مضى قال له بعض ولده: «أتاك يشاورك في بنائه، دفعت له ثلاثين دينارا؟ » فقال له: «يا بني، لست ببناء ولا صاحب مرمة، وإنما تعرض [لمشورتنا] لمعروفنا».
ولقد ثار الجند على زيادة الله وعاثوا عليه: وأغاروا على منازل ابن أبي حسان، وانتهبوا جميع ما كان له بها، وطلبوه، فاستخفى بالقيروان، فبلغني أنه قال هذه الأبيات يذكر فعلهم:
أباح طغام الجند جهلا حريمنا ... وشقوا عصا الإسلام من كل جانب
وعاثوا وجاروا في البلاد سفاهة ... وظنوا بأن الله غير معاقب
ولو أنهم عرب كرام لدافعت ... نفوس كرام عن حريم الأعارب
ولكنهم أوباش كل قبيلة ... وقبط وأغنام لئام المناصب (*)