دخلت على الأغلب فإذا الجعفري والعنبري يتناظران في القرآن، والجعفري ينكر أن يكون القرآن مخلوقا، والعنبري يقول إنه مخلوق، فلما رآني الجعفري قال:
«قد جاء شيخنا أبو محمد يعينني عليكم».قال: فلما جلست قلت للعنبري: «وما أنت وذا؟ هذا بحر عميق، عليك بجربان البصرة».يعني النخل العنبري. فقال العنبري: «إن كان أبو محمد معك فهذا الأمير معي»، يعني الأغلب، فقلت:
«ما للملوك والكلام في الدين؟ » فأحفظه ذلك، يعني أغضبه، ثم قال لي: «[يا أبا محمد]، وكذلك من أتى السلطان هو مثل السلطان».فقلت له: «إنما أتاكم الآتي لأنكم خير ممن هو شر منكم، ولو أتى من هو خير منكم لأتاه الناس ولم يأتوكم».
سليمان بن خلاد، قال: قلت لابن أبي حسان: «أرأيت هذا الذي يقول الناس في أبي بكر وعليّ؟ » - يريد التفضيل بينهما - فرفع يده فضربني الصدر ضربة واحدة أوجعتني، ثم قال: «ليس هذا دين قريش ولا دين العرب. هذا دين أهل «قم»، قرية من قرى خراسان».ثم قال: «والله ما يخفى علينا نحن من يستحق الولاية بعد والينا، ولا من يستحق القضاء بعد قاضينا، فكيف يخفى على