وكيف يكون القول إذا أشرت إليه وأشار غيرك؟ » قال: «أقول ربي وربك الله! » فقال له يزيد: «ليس هذا أردنا» فقال له ابن غانم: «دعني، أصلحك الله، فإنه نحوي، آخذ له من طريق النحو فأفهمه» فقال: «لا تلقنه إذا»، فقال له ابن غانم: «إذا أشرت وأشار غيرك، فقلت تفاعلنا في الإشارة، كيف يكون؟ » قال: «تشايرنا»، فاستحي يزيد وقال «ظلمناك يا ابن غانم» وأنشد قتيبة لكثير عزة:
فقلت وفي الأحشاء داء مخامر ... ألا حبذا يا عز ذاك التشاير
قال [يزيد]: «فأين أنت يا قتيبة من التشاور؟ » فقال قتيبة: هيهات أيها الأمير، ليس هذا من عملك، هذا من الشورى وذاك من الإشارة».فضحك يزيد وعرف جفاء قتيبة فأعرض عنه.
قال أبو عثمان سعيد بن الحداد: كان ابن غانم كثيرا ما ينشد هذين البيتين في مجلسه:
إذا انقرضت عني من العيش مدتي ... فإن غناء الباكيات قليل
سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ... ويحدث بعدي للخليل خليل
ولي في رجب من سنة إحدى وسبعين ومائة، وهو ابن اثنتين وأربعين سنة.
وكان يكتب إلى ابن كنانة فيسأل له مالكا عن أحكامه.