وكان من أحسن [الناس] همة في نفسه، خلف بعد وفاته كسوة ظهره بألف دينار.
ومما يذكر من فصاحته وبلاغته ما ذكره بعض المؤلفين، قال: روينا أن عبد الله بن غانم - قبل أن يلي القضاء - دخل على يزيد بن حاتم المهلبي فقال له:
«ما شيء بلغني عنك؟ » فقال: «وما ذاك؟ أصلح الله الأمير» فقال له: «وقعت بنا عند يزيد بن أبي منصور الرعيني ابن عمك، وما بلاؤنا عندك وعند أهل بيتك؟ » فقال: «ما كان ذلك مني. كان المجلس الذي قرفت به عندك وأنا إذ ذاك ناقلة يوم كذا من شهر كذا، شاهدي عليك الرفقة بأسرها، وقد أهللنا هلال شهر رمضان، فتشايرناه بالأيدي».فقال له يزيد: «لحنت يا ابن عم» فقال له: «ما هي لحنة»، فقال له: «فلم قلت تشايرناه؟ وإنما هو تشاورناه» فقال ابن غانم:
«تشاورنا من الشورى، وتشايرنا من الإشارة بالأيدي»، [قال: ما هو كذلك]، فقال له ابن غانم: «بيني وبينك أيها الأمير قتيبة النحوي»، وكان قتيبة إذ ذاك قدم على يزيد وأنزله عنده، وكان إماما من أئمة أهل الكوفة، فبعث إليه يزيد. وكان في قتيبة غفلة، فقال له يزيد: «إذا رأيت الهلال كيف تقول؟