رياض النفوس (صفحة 233)

أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لن يتقرب العباد إلى الله تعالى بأفضل من رد كبد جائعة».

قال أبو العرب: سألت أبا يحيى بن محمد بن يحيى بن السلام، خاليا، عن قول جده في الإيمان، فقال لي: كان جدّي يقول: «الإيمان قول وعمل ونية».وكان يحيى ثقة صدوقا لا يقول عن جدّه إلا الحق.

وعن أبي القاسم السدري، أنه كتب إليه عيسى بن مسكين يقول: حدثنا عون بن يوسف قال: قلت ليحيى بن السلام: «إن الناس يرمونك بالإرجاء»، قال عون: «فأخذ يحيى لحيته بيده وقال: أحرق الله هذه اللحية بالنار إن كنت دنت الله عزّ وجلّ قط بالإرجاء»، فقيل لعيسى: «فما تقول أنت فيه؟ » فقال: «والله إنه لخير منا، وقد برأه الله مما يقولون».

وفي موضع آخر: كيف وقد حدثتكم أنه بدعة؟

قال أبو العباس بن حمدون: «سمعت محمدا بن يحيى يقول: كنت أمشي مع أبي رحمه الله تعالى، إلى أن انتهينا إلى موقف الخيل، فبينا نحن نمشي إذ جبذني جبذة شديدة ثم دخل إلى سقيفة وأدخلني معه، فقلت له: يا أبي: ما قصتك؟ - فقال: يا بني إني [رأيت] غريما لي فخفت أن يراني فيرتاع مني أو يخاف، وذكرت قول الله تعالى: {(وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ)}.

فقعدنا ساعة، ثم خرج أبي فخرجت معه؛ فلما أن مشينا قليلا قال: يا بني، إنه جاء في الحديث: «من رحم يرحم».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015