رياض النفوس (صفحة 234)

أبو العباس تميم بن أبي العرب عن أبيه، قال: [كان] يحيى بن السلام من خيار خلق الله تعالى: دعا الله تعالى أن يقضي عنه الدين فقضى دينه، ودعا الله عزّ وجلّ أن يورث ولده العلم فكان كما دعا. ودعا الله عزّ وجلّ أن يكون قبره بمقطم مصر فكان ذلك. وقبره إلى جانب قبر ابن فروخ، وقيل إنه يرى عليهما كل ليلة قنديلان.

قال سليمان بن سالم: إنما نسب إلى يحيى بن السلام الإرجاء أن موسى بن معاوية الصمادحي أتاه فقال له: «يا أبا زكريا؛ ما أدركت الناس يقولون في الإيمان؟ » فقال: أدركت مالكا وسفيان الثوري وغيرهم يقولون: «الإيمان قول وعمل»، وأدركت مالك بن مغول وفطر بن خليفة وعمر بن ذر يقولون:

«الإيمان قول».قال سليمان: فأخبر موسى سحنون بن سعيد بما ذكر يحيى عن عمر بن ذرّ وفطر بن خليفة ومالك بن مغول ولم يذكر له ما قال عن غيرهم، فقال سحنون: «هذا مرجئ».

حدث عون بن يوسف قال: «كنت عند عبد الله بن وهب وهو يقرأ عليه، فمر حديث ليحيى بن السلام فقال: «امحه! » فقال عون، فقلت له: «لم تمحوه أصلحك الله؟ » فقال: «بلغني أنه يقول بالإرجاء» فقلت له: «فانا كشفته عن ذلك»، فقال لي: «أنت؟ » فقلت له: «نعم! » فقال لي: «فما قال لك؟ » قال: قلت له: «فقال: معاذ الله أن يكون ذلك رأيي، أو أدين الله به، ولكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015