رياض النفوس (صفحة 221)

إفريقية في المشاورة في بعض أقضيته وأحكامه، وأن يتقلد له ما يراه صوابا، فأشفق من ذلك ابن فروخ وخاف من التقليد، فأراد السلامة والهروب من الرئاسة فرحل إلى المشرق فوصل إلى مصر، ثم تمادى إلى مكة فحج، فرجع إلى مصر فتوفي بها ودفن بسفح المقطم سنة ست [وسبعين] ومائة. وكانت لوفاته بمصر فجعة عظيمة في قلوب أهل العلم، وقالوا: «طمعنا أن يكون خلفا لنا من الليث» وكانوا يعظّمونه ويعتقدون إمامته، رحمه الله تعالى.

قال سحنون: «اختلف ابن فروخ وابن غانم في مسألة، فقال ابن فروخ:

«[لا ينبغي للقاضي] إذا ولاه أمير غير عدل أن يلي» وقال ابن غانم: «يجوز له أن يلي، وإن كان الأمير غير عدل».فكتب بها إلى مالك إلى المدينة، [فلمّا أتى الرسول] إلى مالك، [فأصاب مالكا] على دكان. كبيرة مرتفعة كثيرة الارتفاع، والناس مجتمعون عليه. فقعد حتى تفرق الناس عنه، فقام إلى مالك وأعطاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015