رياض النفوس (صفحة 222)

ومن فضائله رضي الله تعالى عنه، ومناقبه وتعظيم العلماء له وثنائهم عليه وأنواع من أخباره

الكتاب، فقرأه مالك وقال للرجل: «أولّي ابن غانم؟ ».فقال الرجل:

«نعم»؛ فقال مالك: «إنا لله وإنا إليه راجعون! [ألاهرب]، ألا فرّ حتى تقطع يده! » ثم قال: «أصاب الفارسي، يعني ابن فروخ، وأخطأ الذي يزعم أنه عربي»، يريد ابن غانم، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

ومن فضائله رضي الله تعالى عنه، ومناقبه وتعظيم العلماء له وثنائهم عليه وأنواع من

أخباره:

سنان [بن] أبي سنان الأسدي الكوفي، قال: سمعت أبي يقول: قدم عبد الله بن فروخ المدينة حاجا، فلما نزل المدينة لبس ثيابه ثم توجه إلى قبر النبي صلّى الله عليه وسلم، فسلم عليه، ثم أتى مالكا بن أنس للسلام عليه، فلما رآه مالك تلقاه بالسلام وقام إليه، وكان لا يكاد يفعل ذلك بكثير من الناس، وكان لمالك موضع من مجلسه يقعد فيه وإلى جانبه المخزومي معروف له ذلك لا يستدعي مالك أحدا إلى القعود فيه، فأقعده فيه وساءله عن أموره وأحواله، وقال له: «متى كان قدومك يا أبا محمد؟ » فأعلمه أن قدومه كان في الوقت الذي أتى إليه فيه، فقال له:

«صدقت؛ لو كان قدومك تقدم إذا لعلمت بك، ولو علمت لأتيتك»، وجعل مالك لا ترد عليه مسألة وعبد الله حاضر إلا قال: «أجب يا أبا محمد» فيجيب عبد الله، ثم يقول مالك للسائل: «هو كما قال لك».ثم التفت مالك إلى أصحابه وقال: «هذا فقيه أهل المغرب».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015